مرحبا أيها الزائر الكريم تشرفنا زيارتك للمنتدى على أمل أن تستفيد و نرجوا منكم صالح الدعاء
العلماء في الجزائر  4SH31
مرحبا أيها الزائر الكريم تشرفنا زيارتك للمنتدى على أمل أن تستفيد و نرجوا منكم صالح الدعاء
العلماء في الجزائر  4SH31
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأدعية رائعةالتسجيلأحدث الصورالسبحة الاليكترونيةقرآن كريمدخول









 

 العلماء في الجزائر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجية الجنة
المديرة العامة للمنتدى
المديرة العامة للمنتدى
راجية الجنة


تاريخ التسجيل : 28/11/2010

العلماء في الجزائر  Empty
مُساهمةموضوع: العلماء في الجزائر    العلماء في الجزائر  Emptyالإثنين 17 يناير 2011 - 13:56

الامام الداودي

عرض اليوم الى ترجمة عالم فاضل ، كان مضرب المثل في عصاميتة و الاعتماد – بعد الله سبحانه وتعالى – على جهده وذكائه ، فلم يتتلمذ لعلماء أو ائمة مشهورين ، بل جد و أجتهد حتى اصبح من العلماء الذين يشار لهم بالبنان ، واشتهر خاصة في الحديث الشريف حتى أعتبر شرحه لصحيح البخاري أول ( أو ثاني ) شرح في الاسلام ، وكذلك في الفقه ، فكانت اجتهاداته وآرائه محل عناية و اهتمام، انه الامام الحافظ الفقيه الأديب ابو جعفر احمد بن نصر الداودي .
كنيته و اسمه ونسبه :

شيخ الإسلام أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ الْأَسَدِي ، الأموي، الطرابلسي، التلمساني المالكي ، من أئمة الحديث الشريف و حفاظه ، وأحد فقهاء المالكية المشهورين ، ويكني بأبي جعفر, [ وكناه الزركلي بأبي حفص وهو غير صحيح ، كما ان الحاج خليفة صاحب " كشف الظنون " أخطا في اسم والده حيث سماه بسعيد وهو اسم جده فذكره حين سرده لشراح صحيح البخاري في ج 1 / ص 546 ) : أبو جعفر : أحمد بن سعيد الداودي]، إلا أنه قد يقع البعض في الخلط بينه وبين أحمد بن نصر الهواري أبو جعفر (ت319 هـ)؛ وذلك للتشابه الكبير بينهما، إذ أن كنيتهما هي أبو جعفر و لهما نفس اسم الأب أحمد بن نصر، إلا أنهما يختلفان في اسم الجد، إذ أن جد مترجمنا اسمه سعيد ، وجد الثاني اسمه زياد ، وقد نبه إلى هذا التشابه الإمام برهان الدين ابن فرحون أثناء ترجمته للثاني: أبو جعفر أحمد بن نصر بن زياد الهواري في كتابه : " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " فقال في 1/46 : " ....وفي المالكيين من يشتبه به وهو أحمد بن نصر الداودي متأخر يأتي ذكره ".
مولده ونشأته:

لم اعثر في جميع المصادر التي ترجمت للدادوي عن سنة ولادته ، إلا أنها أشارت إلى أنه ولد بمدينة المسيلة وقيل ولد بمدينة بسكرة , وهما مدينتان تقعان في الشرق الجزائري، وكل ما نقلته لنا عن نشأته انه كعادة أترابه ولداته في ذلك الوقت حفظ القرآن الكريم و درس علوم العربية من نحو وصرف و بلاغة ، ثم دراسة بعض مختصرات كتب الفقه المالكي، كما هو متعارف عليه عند مدرسي تلك العصور ، ولم تذكر أي شئ عن اسرته أو مجتمعه ، ثم تجدها تنقل لنا سفره لسبب غير معروف – لعله طلب العلم – الى طرابلس الغرب، حيث سكن و استوطن بها.
شيوخه وعصاميته في طلب العلم:

لقد لاحظت في كل المصادر و المراجع التي قرأت فيها عن حياة الداوي، و كذلك لاحظ جميع المترجمين الذين تعرضوا لتتبع حياة الداودي أنه كان عصاميا حيث انه أعتمد في دراساته على مطالعاته، و جهوده وإرادته الشخصية في حب العلم و التعلم ، فكلهم ذكروا انه : " كان درسه وحده لم يتفقه في أكثر علمه على إمام مشهور وإنما وصل بإدراكه "، وليس معنى هذا انه لم يتتلمذ على أي شيخ ، بل انني وجدت أسماء ثلاث شيوخ تلقى عنهم ،وكتب عنهم ، وقد اجازوه بمروياتهم ومؤلفاتهم ، و لعلهم يقصدون ب: " كان درسه وحده " أن هؤلاء الشيوخ لم يكونوا في مرتبة أو منزلة العلماء البارزين المشهورين ، ومما يؤكد صحة ما ذهبت اليه هذه الحادثة التي أوردها القاضي عياض ومفادها: " وبلغني [أحمد بن نصر الداودي] أنه كان ينكر على معاصريه من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد ، وبقاؤهم بين أظهرهم، وأنه كتب إليهم مرة بذلك. فأجابوه( أسكت لا شيخ لك)) ، أي لأن درسه كان وحده، ولم يتفقه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل الى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقهه حقيقة الفقه لعلم أن بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين تثبيت لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنهم لو خرج العلماء عن إفريقية لتشرّق من بقي فيها من العامة الألف والآلاف فرجحوا خير الشرين، والله أعلم".
كما نقل الإمام الونشريسي عن القاضي عياض أيضا قوله: "بأن الداودي مقارب المعرفة في العلوم وأن علمه كان بنظره واجتهاده، وغير متلق عن الشيوخ وقد عابه بذلك أهل زمانه" ، ولعله يقصد بذلك أهل القيروان الذين سبق ذكر قصتهم مع الداودي.
على كل حال ها هي ترجمة قصيرة لهؤلاء الشيوخ الثلاثة:
- ابراهيم بن خلف الأندلسي:" سمع أباه ورحل فسمع بكار بن محمد وأبا سعيد بن الأعرابي وغيرهما روى عنه أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي ذكر ذلك أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني في برنامجه وحدث بموطأ مالك رواية أبي المصعب الزهري وعبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى الأندلسي عن الداودي عنه قرأت ذلك بخط محمد بن عياد ".
(ابن الابار البلنسي - التكملة لكتاب الصلة 1/ 116.الترجمة رقم: 336).
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي زيد و أخيه عمر بن عبد الله :ولدا الشيخ أبي محمد، كانت له ولأخيه عمر بالقيروان، مكانة جليلة، بأبيهما وتقدمهما. ووليَ قضاء القيروان، قبل الفتنة. ولم يكن فيما بلغني بالمحمود السيرة. وقد رويت عنه كتب أبيه. وكان أدركه صغيراً. وكتب أحمد بن نصر الداودي عنهما.
(القاضي عياض –ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك 7/102-103).
ثناء العلماء ومعاصريه عليه:


رغم ان الداودي لم يدرس على يد علماء و أئمة مشهورين ، الا انه بفضل الله و بعصاميته و جده و اجتهاده ، وبإرادته الفولاذية في التحصيل و الاجتهاد ، وصل إلى مرتبة جعلت علماء عصره يقرون بإمامته في العلم و الفقه ، وببلاغته و حسن بيانه ، وبدقة نظره، وثراء تآليفه، ويثنون عليه في ذلك الثناء العطر ، فها هو مؤرخ الاسلام و بروفيسور الرجال الإمام الذهبي رحمه الله يقول عنه [(تاريخ الاسلام - للذهبي 6/421)]: " أحمد بن نصر: أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه. كان بأطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان. وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل".
أما القاضي عياض فقد قال عنه لما ترجم له : "من أئمة المالكية بالمغرب، والمتسعين في العلم المجيدين للتأليف" ، وقال عنه الامام ابن فرحون في ترجمته : " من أئمة المالكية بالمغرب كان فقيها فاضلا متقنا مؤلفا مجيدا له حظ من اللسان والحديث والنظر" ، وقد عده الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد أحمد العرفي من " جملة العلماء المحققين، الثقات، الاثبات " ، وقال ابن عبد السلام الهواري في وصفه: "كان فقيهًا فاضلا عالما متيقظًا مجيدًا مؤلفا له حظ في اللسان والجدل" ، ووصفه التسولي فقال: "كان إمامًا متقنا متفننا".
و يكفي للدلالة على مكانته و منزلته خاصة في الحديث الشريف و الفقه المالكي، أن جميع شراح صحيح البخاري ( باستثناء الإمام أبو سليمان الخطابي ) كلهم نقولوا عنه و عن شرحه للصحيح ، فهذا الحافظ ابن حجر العسقلاني قد أورد له – حسب إحصائية قمت بها – في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " : 479 بين استشهادا و نقلا لفوائد ، و أورد الكثير من أقواله، مرجحا بها لرأيه مرة ، و مناقشا لها آخرى ، و موهما لها تارة و مصححا لها طورا.
أما بدر الدين العيني الحنفي في " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " فقد أورد : 636 بين استشهادا و فائدة.
و الإمام أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال في " شرح صحيح البخارى " : فقد أورد 25 بين استشهادا و فائدة.
أما في الفقه بصفة عامة والمالكي منه بصفة خاصة ، فيكفي أن تلقى نظرة على دواوين و أمهات كتب الفقه المالكي و النوازل لتجدها طافحة بالآراء الفقهية و الاجتهادات المبنية على استنباطات من النصوص الشرعية، أو المنبثقة عن نظر دقيق في الوقائع الحادثة مع مراعاة الظروف المحيطة بها، وقرائن الأحوال التي تلتها، التي تبين عن شخصية العالم المميز، المجد الفاهم لروح الشريعة الإسلامية ومقاصدها ، و الملتزم بمراعاة حكمها وأسرارها عند استنباط الأحكام من نصوصها، وتفريع الفروع عليها، وخاصة فيما يتعلق بالضروريات، ولذلك فانه لا يمكن بأي حال إهمال آرائه ولا تغييبها عن مواقع الخلاف الفقهي في المذهب.
و من كتب الفقه والنوازل والقضاء التي احتفظت لنا بهذه الآراء والنوازل والمسائل والفتاوى و الاجتهادات على سبيل المثال فقط:
- " المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب" للونشريسي.
- " الدرر المكنونة في نوازل مازونة " لأبي زكريا يحي بن موسى المازوني
- " مذاهب الحكام في نوازل الأحكام " للقاضي عياض وولده محمد.
- " درّة عقد الحواشي، على جيد شرحي الزّرقاني والخراشي" و " الأحكام الجوازل، في نُبذ من النّوازل " لأبي راس النّاصري الجزائري.
- " نوازل البرزلي" لأبي القاسم بن احمد بن محمد البرزلي.
- " مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل " لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ، المعروف بالحطاب الرُّعيني.
- " الذخيرة في الفقة المالكي " لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي.
- " الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني" لأحمَد بن غنيمِ بن سالم النفراوي ، الازهري المالكي.
- " جامع الأمهات" لابن الحاجب.
- " تعليق علي المدونة " و" شرح التلقين " و " فتاوى " الإمام محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري.
- فتاوى ابن رشد.
- "الموافقات" لإبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي ، الشهير بالشاطبي.
وغيرها من مصادر الفقه المالكي.

تلامذته:


لقد تخرج على يد هذا العالم خلق كثير، حيث انه أملى مؤلفاته في مجالس التدريس وشرحها و أجاز بها الكثير من علماء و مشايخ عصره ، وطلبته النجباء الذين صار لهم شأن و أي شأن ، و نذكر منهم:

1- أبو عبد الملك مروان بن علي - أبو محمد - الأسدي القطان البوني، نسبة إلى بونة ( مدينة عنابة بالشرق الجزائري ت حوالي سنة 440هـ ): " روى عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان وشهد معنا المجالس عند أهل العلم بها، وكان رجلاً حافظاً نافذاً في الفقه والحديث.... ولازم أبا جعفر الداودي لمدة خمس سنوات فأخذ عنه معظم تآليفه وأخذ عنه حاتم الطرابلسي، أبو عمر بن الحذاء قال عنه حاتم: كان رجلا فاضلا حافظًا نافا في الفقه والحديث، وألف في شرح الموطأ كتاباً مشهورا حسنًا رواه عنه الناس." ((الصلة في الرواة لابن بشكوال1/200).

2 - أبو بكر أحمد أبي عمر أبي محمد بن أبي زيد (ت بعد سنة 460هـ) : " الفقيه الإمام الفاضل، العارف بالأحكام والنوازل القاضي العادل، روى التهذيب عن مؤلفه البراذعى، وكان البراذعى يثني عليه كثيرًا، أخذ عن أبي جعفر الداودي وغيره".

3 - هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن الصابوني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد( ت 423 هـ ) : " ...رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وروى هنالك عن أبي الحسن القابسي، وأبي الفضل الهروي، وعن أبي القاسم علي بن إبراهيم التميمي الدهكي البغدادي، وعن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهم. وكان خيراً فاضلاً، عفيفاً طيب الطعمة. مخزون اللسان، جيد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث. دؤباً على النسخ، جماعاً للكتب، جيد الخط. وله كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم كثير الفائدة".

4 - أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف: بابن الحجال، من أهل قادس، يكنى: أبا عمر.( ت سنة 428 هـ): " سمع بقرطبة، ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر الداودي، وأكثر عنه وعن غيره".

5 - أحمد بن محمد بن ملاس الفزاري. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم ( ت سنة 435 هـ ): " له رحلةٌ إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن بن جهضم، وأبا جعفر الداودي وأخذ عنهما وعن غيرهما. وسمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم،
وكان: متفننا في العلم، بصيراً بالوثائق مع الفضل والتقدم في الخبر. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، ومولده سنة سبعين وثلاث مائة."

6 - أحمد بن محمد بن يحيى القرشي الأموي الزاهد، يعرف: بابن الصقلي سكن القيروان.( ت 431 هـ): " ...ذكره ابن خزرج وقال: كان منقطعاً في الصلاح والفضل. قديم العناية بطلب العلم بالأندلس وغيرها. من شيوخه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو جعفر الداودي، وأبو الحسن ابن القابسي، أبو عبد الله محمد بن خراسان النحوي، وعتيق بن إبراهيم وجماعة سواهم."

7 - عبد الرحمن بن عبد الله بن خالص الأموي: من أهل طليطلة، يكنى أبا محمد ( ت ؟؟): " ...له رحلةٌ إلى المشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وغيره."

هل الداودي هو أول شارح لصحيح البخاري؟:


ذكر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي - حفظه الله - أن شرحه هذا هو أول شرح لصحيح البخاري ، وتبعه في ذلك عادل نويهض في معجمه وغيره من المهتمين ، وهذا غير صحيح في نظري ، وإن كان فيها من نفسي شئ – و الله أعلم - لأن أول من وضع شرحا على صحيح البخاري هو أبو سليمان حمد بن محمد الخطاب البستي (ت 388 ) في كتابه ( أعلام الحديث أو أعلام السنن) ، يأتي بعده شرح مترجمنا الداودي، وان كان بعض الاخوة يشكك في هذه المعلومة ولا يحملها على إطلاقها وذلك لأن أبا جعفر الداودي معاصر للخطابي وتوفي عام 402 ( بين وفاتهما 4 سنوات ) ،فما الذي يجزم أن الخطابي هو صاحب الأولية ؟ فما المانع بأن يكون الداودي قد ألفه في نفس الفترة أو قبل تأليف الخطابي ؟ زيادة على ذلك فإن علماء السنة عندما تحدثوا عن أول من صنف في السنة ذكروا كوكبة من العلماء منهم الربيع بن صبيح وشعبة ومالك وقالوا إنهم في عصر واحد ولم يجزموا بأولية أحد ؟ ومما يزيد في الشك ان الخطابي ألف شرحه للجامع الصحيح في أخريات حياته أي بعد تصنيفه لمعالم السنن لشرح سنن أبي داود ، فجعل أعلام الحديث أو أعلام السننمكملاً لما ذكره في معالم السنن، يقول في المقدمة: " وقد تأملت المشكل من أحاديث هذا الكتاب فوجدت بعضها قد وقع ذكره في معالم السنن مع الشرح له والإشباع في تفسيره " وقد يكون بعض العلماء اعتبروه أول شرح للصحيح لشهرة الكتاب و تعدد طبعاته ، وشهرة مؤلفه واهتمام العلماء به مقارنة بالداودي رحمهما الله و جزاهما الله خيرا، والسؤال يبقى مطروحا، وقابل للمناقشة.
وما يمكنني الجزم به هو أن الداودي يعتبر أول شارح للجامع الصحيح في الجزائر و المغرب العربي ( الغرب الإسلامي).
مؤلفاته وآثاره:


ان مثل هذا العالم الحافظ الذي لقب بشيخ الإسلام، لا بد وانه ترك ثروة علمية كبيرة قيمة ، ضمنها في مؤلفاته وآثاره ، منها ما وصل إلينا ومنها ما لم يصل، ولكن المصادر التي ترجمت له ، و العلماء الذين نقلوا عنه في كتبهم احتفظوا لنا بأسماء بعضها، ومن أهم مؤلفاته:

1 - النصيحة في شرح صحيح البخاري: و يسميه البعض " النصيح " وقد ألف هذا الكتاب الجليل في تلمسان حيث ألف أكثر كتبه بها.

2 - النامي في شرح موطأ الإمام مالك : وهذا الكتاب أصَلَه وأملاه بطرابلس أي في المرحلة الأولى من حياته، وبالتالي يمكن القول إن كتاب النامي من اوائل الكتب التي ألفها الداودي، وهو كتاب جليل حاز به الفضل على غيره من جميع من تقدمه أو تأخر عنه من علماء الإسلام.
ويعتبر هذا الكتاب ثاني شرح للموطأ بعد شرح محمد بن سحنون القيرواني له. وقد ذكر عبد الرحمن الجيلالي أنه توجد نسخة منه بمكتبة القرويين بفاس تحت رقم(527).
وهذين الكتابين هما اللذان اعتمد عليهما الكثير من شراح الحديث الشريف، و نقلوا عنهما كما ذكرت سابقا ، فالحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري يذكر انه ينقل عنه في باب الرواية، كما في باب الدراية ، كما أن رواية الداودي لصحيح البخاري كانت من ضمن الروايات التي يرويها ابن حجر عن الصحيح، بل هي أعلى الروايات لديه من حيث العدد كما صرح هو بذلك حيث قال: " وأما رواية الداودي فهي أعلى الروايات لنا من حيث العدد". وقال الحافظ ابن حجر أيضا في معجمه: " كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما تأليف أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي عن أحمد بن أبي طالب عن جعفر بن علي عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي عن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب عن يوسف بن عبد الله النمري (ابن عبد البر) عنه إجازة ومات سنة اثنتين وأربعمائة".
3- الأموال: وهو فتاوى وأحكام في الأمور العارضة وفيما جرى عليه الحال في البلدان المفتوحة مثل: صقلية والأندلس و بعض بلدان افريقية الجنوبية ، وبعض النوازل الفقهية التي كانت في عصر المؤلف، وتوجد منه نسخة مخطوطة بدار الكتب مصورة عن النسخة الموجودة بالأسكوريال بإسبانيا تحت رقم 1165، وقد قام بتحقيقه الاستاذ رضا محمد سالم شحادة، وطبعه مركز إحياء التراث العربي - الرباط.بالمملكة المغربية الشقيقية.
وتقدم الأستاذ نجيب عبد الوهاب بمناقشة حوله في رسالة ( أطروحة دكتوراه ) ببريطانيا.
4- الواعي في الفقه
5- الإيضاح في الرد على القدرية : وهو كتاب يرد فيه على إحدى الفرق الكلامية المنحرفة، وهي القدرية.
6- كتاب الأصول
7- كتاب البيان
8- كتاب تفسير القرآن المجيد: وهذا الكتاب لم يذكره إلا عبد الرحمن الجيلالي فيما اطلعت عليه من كتب التراجم وقال: إن المفسر عبد الرحمن الثعالبي قد نقل عنه في كتاب الجواهر الحسان وكذا غيره من المفسرين)

وفاته:
استقر مترجمنا بمدينة تلمسان، حيث ألف معظم كتبه، وفيها توفي وقد اختلف العلماء في سنة وفاته، إلا أن جمهورهم اتفق على أنها كانت سنة 402 هـ
وهي السنة التي رجحها القاضي عياض عند ترجمته للداودي في ((ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك 7/102-103)).
بقوله: " ...قال حاتم الطرابلسي: توفي بتلمسان سنة اثنتين وأربعماية، وقبره عند باب العقبة، ولم يسمع منه حاتم وكان حياً إذ كان حاتم بالقيروان، وقرأت في بعض التواريخ أن وفاته سنة إحدى عشرة والأول أصحّ ".

أمثلة من أقواله و آرائه و اجتهاداته:

1 - أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " قولا استحسنه للداودي نقله من شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال عند حديثه عن ( بَاب فَضْل الْفَقْر ) ج 10 ص 168. فقال : "... وَحَدِيث عَمْرو بْن الْعَاصِ " نِعْمَ الْمَال الصَّالِح لِلرَّجُلِ الصَّالِح " أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَغَيْر ذَلِكَ قَالَ : وَأَحْسَن مَا رَأَيْت فِي هَذَا قَوْل أَحْمَد بْن نَصْر الدَاوُدِيِّ : الْفَقْر وَالْغِنَى مِحْنَتَانِ مِنْ اللَّه يَخْتَبِرُ بِهِمَا عِبَاده فِي الشُّكْر وَالصَّبْر كَمَا قَالَ تَعَالَى ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْض زِينَة لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيّهمْ أَحْسَن عَمَلًا ) وَقَالَ تَعَالَى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة ) ، وَثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَسْتَعِيذ مِنْ شَرّ فِتْنَة الْفَقْر وَمِنْ شَرّ فِتْنَة الْغِنَى " ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا طَوِيلًا حَاصِله أَنَّ الْفَقِير وَالْغَنِيَّ مُتَقَابِلَانِ لِمَا يَعْرِض لِكُلٍّ مِنْهُمَا فِي فَقْره وَغِنَاهُ مِنْ الْعَوَارِض فَيُمْدَح أَوْ يُذَم وَالْفَضْل كُلّه فِي الْكَفَاف لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَلَا تَجْعَل يَدك مَغْلُولَة إِلَى عُنُقك وَلَا تَبْسُطهَا كُلّ الْبَسْط ) وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ اِجْعَلْ رِزْق آلِ مُحَمَّد قُوتًا ".

2 – و في " الفتح " لابن حجر ايضا:
" قَوْله مَهْ ).
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : هِيَ كَلِمَة مَبْنِيَّة عَلَى السُّكُون ، وَهِيَ اِسْم سُمِّيَ بِهِ الْفِعْل ، وَالْمَعْنَى اُكْفُفْ ، يُقَال مَهْمَهْته إِذَا زَجَرْته ، فَإِنْ وَصَلْت نَوَّنْت فَقُلْت مَهٍ . وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : أَصْل هَذِهِ الْكَلِمَة " مَا هَذَا " كَالْإِنْكَارِ فَطَرَحُوا بَعْض اللَّفْظَة فَقَالُوا مَهْ فَصَيَّرُوا الْكَلِمَتَيْنِ كَلِمَة".

3 – خصص الونشريسي في موسوعته الفقهية (" المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب" 10/102-103) بابا بعنوان: "إذا لم يكن بالبلد قاض زوج صالحوا البلد من أراد التزويج" و أورد فيه ما يلي بنصه:
" وسئل أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي عن امرأة أرادت التزويج وهي ثيب ولا حاكم بالبلد وأولياؤها غيب ترفع أمرها إلى فقهاء البلد فيأمر من يزوجها وكيف إذا لم يكن بالبلد عالم ولا قاض أترفع أمرها إلى عدول البلد في البكر والثيب ؟
فأجاب: إذا لم يكن بالبلد قاض فيجتمع صالحوا البلد ويأمرون بتزويجها.
" كل بلد لا سلطان فيه فعدول البلد وأهل العلم يقومون مقامه في إقامة الأحكام"
وسئل أيضا عن بلاد المصامدة ربما لم يكن عندهم سلطان وتجب الحدود على السراق وشربة الخمر وغيرهم من أهل الفساد هل لعدول ذلك الموضع وفقهائه أن يقيموا الحدود إذا لم يكن سلطان وينظرون في أموال اليتامى والغيب والسفهاء ؟
فأجاب بأن قال: "ذلك لهم وكل بلد لا سلطان فيه أو فيه سلطان يضيع الحدود أو سلطان غير عدل فعدول الموضع وأهل العلم يقومون في جميع ذلك مقام السلطان".
وسئل أيضا عن بلد لا قاضي فيه ولا سلطان أيجوز فعل عدوله في بيوعهم واشريتهم ونكاحهم؟
فأجاب:"بأن العدول يقومون مقام القاضي والوالي في المكان الذي لا إمام فيه ولا قاضي".
قال أبو عمران الفاسي : أحكام الجماعة الذين تمتد إليهم الأمور عند عدم السلطان نافذ منها كل ما جرى على الصواب والسداد في كل ما يجوز فيه حكم السلطان وكذلك كل ما حكم فيه عمال المنازل من الصواب ينفذ".

4 – ورد في كتاب : (" منح الجليل مختصر خَلِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَالِكِي" لعليش ( 6/191). ما نصه:
" ... مِمَّا خُصَّ بِوُجُوبِهِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْمُشَاوَرَةِ ) لِذَوِي الْأَحْلَامِ مِنْ أَصْحَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْآرَاءِ فِي الْحُرُوبِ تَطْبِيبًا لِقُلُوبِهِمْ وَتَأْلِيفًا لَهُمْ لَا يَسْتَفِيدُ مِنْهُمْ عِلْمًا ، فَالْخُصُوصِيَّةُ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ كَامِلَ الْعَقْلِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَتَجِبُ عَلَيْهِ الْمُشَاوَرَةُ .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ إنَّمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشَاوِرُ فِي الْحُرُوبِ وَفِيمَا لَيْسَ فِيهِ حُكْمٌ بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَمَّا مَا فِيهِ الْأَحْكَامُ فَلَا يُشَاوِرُ فِيهِ لِأَنَّ الْعِلْمَ بِهَا إنَّمَا يُلْتَمَسُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْهُ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَأَنْزَلْنَا إلَيْك الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ } الْآيَةَ.

المصادر و المراجع :

- أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي " شرح صحيح البخارى" تحقيق : أبو تميم ياسر بن إبراهيم، ، نشر مكتبة الرشد - الرياض السعودية، الطبعة الثانية 1423هـ - 2003م.
- ابن حجر العسقلاني، " فتح الباري في شرح صحيح البخاري " صححه وحققه عبد العزيز عبد الله بن باز، المطبعة السلفية ومكتبتها القاهرة 1380هـ.
- القاضي عياض السبتي: " ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، ، تحقيق مجموعة من الباحثين. الرباط: وزارة الأوقاف المغربية ، 1983م.
- إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي: "الموافقات" ، تحقق : أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ، نشر: دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.
- برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد ،ابن فرحون، " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" ، مطبعة عباس بن عبد السلام بن شقرون مصر الطبعة الأولى سنة 1351 هـ.
- أبو العباس أحمد الونشريشي، " المعيار المعرب والجامع المقرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب"، خرجه جماعة من العلماء بإشراف محمد حاجي - دار الغرب الإسلامي - بيروت - سنة 1401هـ- 1981م.
- خلف بن عبد الملك، ابن بشكوال: " كتاب الصلة ". القاهرة: مكتبة الخانجي، 1994م.
- أبو عبد الله محمد، ابن الأبار: "التكملة لكتاب الصلة" ، تحقيق عبد السلام الهراس. الدار البيضاء: دار المعرفة، 1995م.
- محمد بن أحمد ( عليش ) : " منح الجليل شرح مختصر خليل": طبعة بولاق سنة 1294هـ.
- أبو القاسم محمد الحفناوي،" تعريف الخلف برجال السلف"، مؤسسة الرسالة سوريا المكتبة العتيقة تونس الطبعة الأولى 1402هـ- 1982م.
- عبد الرحمن محمد الجيلالي:" تاريخ الجزائر العام"، دار الثقافة ببيروت لبنان. 1400هـ/1980م.
- أبو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائر الثقافي ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 2000م.

أبو العباس البوني

كنيته و مولده و أسرته :

أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني، وُلد ببونة ( و هي المدينة المعروفة الآن بعنابة و تقع في أقصى شرق الجزائر) سنة (1063ه‍ /1653م)،. نشأ في أسرة ميسورة الحال، معروفة بعراقته في العلم و المعرفة و حتى بالتصوف، فقد كانت عائلتُه حسب ما ذكره في كتابه ((الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة )) :"...تنتمي إلى مجموعة بشرية واسعة مُمتدّة غرباً إلى نواحي قسنطينة، وشرقاً إلى نواحي الكاف وباجة، حيث أخذت العلم من هذه النواحي" ، و هو تميمي النسب، كما كان يضيف ذلك إلى إسمه في الكتب و المخطوطات التي خطها بيديه.
كما أن أسرة البوني اشتهرت بأنها كانت على علاقة طيبة ووطيدة مع العثمانيين سواءا الباشاوات في الجزائر العاصمة ، أو بايات الشرق الجزائري ، كما ساهمت هذه الأسرة مثل الكثير من الأسر العلمية الجزائرية في الإنتاج العلمي و الفقهي أيضا مساهمة واضحة.

طلبه العلم و شيوخه:

في بونة بدأ تعليمه على يد والده قاسم بن محمد البوني الذي كان من علماء بونة ( عنابة) المشهورين بالتقوى و الصلاح ، درس في جامعها التفسير و الحديث و بعض الفقه ، وجدّه محمد بن إبراهيم ساسي البوني [الذي أخذ عنه الحديث بالدرجة الأولى، و لما كان جده قد جمع بين الفقه و التصوف ،حيث ابتلي بدخوله وتقليده للطرق الصوفية فهو من أبرز مرابطي و علماء القرن الحادي عشر في عنابة، وقد اشتهر بالفقه و التصوف حتى أصبح، كما يقول معاصره عبد الكريم الفكون في " منشور الهداية " : ((...مسموع القول عند الخاصة و العامة)) ، و قد ذكر مترجمنا و أعترف بأن جده هذا قد أثار بعض علماء الوقت ضده لمبالغته في التصوف و إستعمال بعض الطرق غير السليمة لجلب المال و أضاف قائلا عنه : " إن الفقه و التصوف قد غلبا على جدي (( حتى إمتزجا فيه))،ثم عدد له بعض التأليف التي لا تخرج عن التصوف]
و قد ساح البوني طويلا و طلب العلم في تونس و المغرب و في مصر، و لا سيما مدينة رشيد التي إلتقى بعلمائها و أجاز فيها حسن بن سلامة الطيبي في الحديث. كما سافر الى الحجاز و استقر هناك فترة بعد ادائه لفريضة الحج يتصل بشيوخ الحجاز و العلماء الذين يقصدون البقاع المقدسة من مختلف اقطار العالم الاسلامي ليأخذ منهم و يستفيد مما لديهم من علوم و معرفة و خاصة الحديث الشريف، وقد كتب عن رحلته الحجازية كتاب هو في حكم المفقود سماه (الروضة الشهية في الرحلة الحجازية).


شيوخه في علم الحديث الشريف:

لقد جعلت عنوانا خاصا لشيوخه في الحديث الشريف نظرا لما عرف عنه من عنايته بهذا العلم الشريف و رحلاته و أسفاره المتعددة لطلبه و أخذه من أفواه و مجالس شيوخ وعلماء هذا الفن في مختلف البلدان و الأصقاع ، و يظهر ذلك كذلك من خلال التأليف في هذا الميدان ( سأذكرها بعد حين، إلى جانب ثبته و فهرسته و إجازاته) إضافة الى المجالس التي كان يعقدها لرواية وشرح الصحاح الستة و الموطأ ، كلها تدل على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه للحديث الشريف رواية و دراية حتى لقب بالمحدث والمسند والجماع والمطلع و غيرها من الألقاب و الأوصاف التي حلاه بها مترجموه و معاصروه و تلاميذته.
إن مصادر شيوخ أحمد البوني في علم الحديث هي كتبه و مؤلفاته ، حيث تعرض لذكرهم في عدة مناسبات، ومن هذه المؤلفات :
- الرحلة الحجازية المسماة ب (الروضة الشهية في الرحلة الحجازية)
و قد عددهم فبلغوا اثنين و عشرين شيخا من تونس و مصر و الحجاز، و هذه الرحلة هي التي نصح إبنه الناس بالإطلاع عليها لأن (( فيها طرفا و ظرفا)).
أ - الألفية الصغرى المعروفة بإسم ( الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة )، وقد خصص الباب الرابع منها لتعداد شيوخه في علم الحديث الشريف و قسم الباب الى ثمانية فصول كالتالي:
- الفصل الأول لذكر شيوخه المغاربة.
- الفصل الثاني في ذكر شيوخه من بونة.
- الفصل الثالث في ذكر شيوخه من باجة.
- الفصل الرابع في ذكر مشيخته من أهل تاستور وسليمان.
- الفصل الخامس في ذكر مشيخته من أهل الكاف.
- الفصل السادس في ذكر مشيخته من أهل القيروان.
- الفصل السابع في ذكر مشيخته من أهل سوسة.
- الفصل الثامن في ذكر مشيخته من أهل تونس.
ب - كتاب: (التعريف بما للفقير من التواليف).
ج - إجازته لولده أحمد الزروق و محمد بن علي الجعفري مفتي قسنطينة، و هي الإجازة التي جمع فيها أكثر شيوخه كعادة المحدثين في إجازاتهم ، و هذه الإجازة كتبها في أخريات أيامه سنة 1136 هـ ، و قد قال عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس و الأثبات :"... وقد وقفت على إجازة المترجم أحمد بن قاسم المذكور العامة لولده أحمد الملقب زروق ورفيقه محمد بن علي السعيدي الجعفري نسبة إلى الجعافرة عرب بناحية قسمطينة [قسنطينة ] المعروف بمفتي قسمطينة وهي في نحو أربع كراريس اشتملت على فوائد وغرائب عدد فيها شيوخه وأسانيد الستة وبعض المصنفات المتداولة في العلوم ))، كما ذكر مؤرخنا الدكتور أبو القاسم سعد الله – حفظه الله- أنه اطلع على نسخة من هذه الاجازة مكتوبة سنة 1140 هـ ، أي بعد وفاته بفترة قصيرة ، وذكر أن البوني بدأها بالتعريف بشرف علم الحديث الشريف ، ثم قال إنه أخذه عن والده محمد ساسي ، و يحي الشاوي و أحمد العيدلي الزواوي الملقب بالصديق، و أبي مهدي عيسى الثعالبي ، و أبي القاسم بن مالك اليراثني الزواوي أيضا و بركات بن باديس القسنطيني، و هؤلاء جميعا من الجزائريين، كما ذكر غيرهم من التونسيين و المصريين و المغاربة... و إكتفى البوني بذكر بعضهم فقط وذلك ((خوف الإطالة ))، ثم ذكر كتب الحديث التي أخذها عن هؤلاء، و فصل القول فيها، و عدد أيضا بعض تأليفه، ثم أحال المجيز على كتابه (التعريف بما للفقير من التواليف)".


ومن شيوخه أيضا:

- محمّد بن محمّد بن سليمان المغربي الرداني المكي (توفي بدمشق سنة 1094 ) صاحب كتاب " صلة الخلف بموصول السلف"
- خليل بن إبراهيم اللقاني العلامة المسند المالكي الأزهري (ت سنة 1105هـ) له فهرس " إتحاف ذوي الإرشاد لتحرير ذوي الاسناد"
- أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن احمد بن علوان الزرقاني محدث الديار المصرية، له " شرح المواهب " و" شرح الموطأ" و"شرح البيقونية" و"مختصر المقاصد الحسنة "للسخاوي و غيرها( ت سنة 1122
- أبو عبد الله محمد الخرشي المالكي ( ت 1101 هـ)
- الشيخ إبراهيم بن التومي (المتوفى سنة 1087ه‍ /1676م).
- الشيخ عبد الباقي الزرقاني المتوفى سنة (1099هـ).
- يحي الشاوي الملياني ( ت 1096 هـ)
- أحمد بن عبد الطيف البشبيشي
- إبراهيم الشبرخيتي المالكي.
- أبو الحسن علي الخضري الرشيدي الحنفي
- أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز المنوفي الشافعي.
وغيرهم كثير.

علاقته بعلماء و حكام عصره:

اشتهر مترجمنا بعلاقاته الكثيره و مراسلاته مع علماء عصره و صداقته لهم مثل شيخه بركات بن باديس القسنطيني، و تلامذته حسن بن سلامة الطيبي المصري، و عبد الرحمن الجامعي، وعبد القادر الراشدي القسنطيني و غيرهم من الطلاب النجباء الذين اسهموا بنشاط علمي بارز ، و انتجوا مؤلفات عديدة شملت مختلف مجالات الفكر الاسلامي ، و يكفي ذكر إبنه المحدث المسند أحمد الزروق الذي أجاز مرتضى الزبيدي سنة 1179 هـ ، وكذلك أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي المغربي الذي نزل عنده و أخذ عليه و طلب منه الإجازة، و ترجم له في رحلته المسماة ب " نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية "وفي " التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق" حيث قال عنه :"... لما دخلتها[ يعني بونة ] أممت دار الشيخ الرباني العالم العرفاني ... أبي العباس أحمد بن الولي الصالح البر الناجح أبي عبد الله قاسم ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المعروف ساسي فوجدته طلق المحيا، وأنزلني بمنزل لإكرام أضيافه مهيأ، فأقمت عنده ينزهني في كل يوم في رياض تآليفه الحديثية وغيرها، وينثر علي كل ساعة من فرائد فوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها، وكنت أحضر أثناء تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه مع مشايخ بلده وولديه ومما رويت عنه فسح الله في أجله وأسهب، وإن تآليفه بلغت ما ينيف على المائة ما بين مختصر ومسهب ،ولما وقفت في علم الحديث على البحر العباب والعجب العجاب سألته الإجازة فيما وقفت عليه وغيره من تصانيفه "
كما كانت تربطه علاقات طيبة بحكام عصره خاصة الباشوات و البايات العثمانين من خلال محاولاتهم للتقرب منه و طلب وده، نظرا للمكانة العلمية و الروحية التي كانت تتمتع بها الأسرة، و ما اكتسبه البوني من حب الناس و احترامهم له ، فتوددوا اليه و أرسلوا له الهدايا و العطايا ، و مما يجدر ذكره هنا ان الباشا محمد بكداش [و بكداش:كلمة تركية معناها الحجر الصلب] عندما كان موظفا في حكومة الباشا السابق له حسين خوجة – وهذا الباشا حسين خوجة كان صديقا للبوني ولوالده من قبله - قد نُفِيَ الى مدينة بونة ، فحضر دروس الشيخ ابو القاسم البوني و تتلمذ له و قامت بينهما صداقة دامت حتى بعد تعيين محمد بكداش في أعلى هرم السلطة ، وتوليه حكم ( باشوية ) الجزائر، حيث كانت بينهما مراسلات و سفارات ، وحين فتح هذا الباشا مدينة وهران سنة 1120ه‍، بعد احتلالها من قبل الأسبان مدة ستّ ومائتي سنة ، ذكر هذا الحدث أحمد البوني في درته حين قال:
وفتحتْ على يديهِ وهرانُ ...فكَملَ المَجْدُ له والبرهان

ثم أهدى اليه أرجوزة مهنِّئاً إياه فيها بفتح وهران، ولافِتَاً نظره إلى أحوال مدينة بونة ( مشيرا إليها بهذي القرية ) ، و ما يجري فيها من مظالم و مناكر فقال:
ـايا حاكَم الجَزائـر...يا أنْس نَفْس الزَائرِ
أريدُ أنْ أخْبركُـمْ...أدَامَ رَبَّيِ نَصْركُـمْ
بحَالِ هَذي القرْيَةِ ... بِالصّدْق لاَ بالفريةِ
قدْ صَالَ فيهَا الظَّالِمُ... وهَان فِيهَا العالِمُ
خُرّبَتِ المسَاجِــدُ... وقلَّ فيها السَّاجِدُ
حُبُسُهَا قَدْ أسرفَــا... نَاظِرُهُ فأشْرفَـا
وأهْمِلَتْ أسْعَارُهـا... وبُدِّلَتْ شِعَارُهَـا
والشّرْعُ فِيها باطِلُ ...والظلمُ فيها هَاطِلُ
والخَوفُ في سُبُلِهَا ...والقحط في سُنْبُلِهَا
وَكَمْ من القبَائِـح... وكَمْ من الفضائِحِ
يَضيقُ عَنها النّظمُ... وَخارَ مِنْهَا العَظمُ
نِبكي عليها بالدمِ... قدْ قرُبَتْ مِنُ عَدِمِ
والله قَدْ وَلاكُـم... حُكماً وقدْ عَلاكُمٌ
فداركوا الإسْلاَمَا...ونوّروُا الظَّلامَـا
وسَدِّدُوا الأحْكَامَا...وقرِّحُوا الأنَامَ


آثاره و مؤلفاته :

ألف أحمد البوني تأليف كثيرة بلغت، كما أخبر بنفسه، أكثر من مائة تأليف، بدون المنظومات و المقطوعات. و هو الذي كتب تأليفا خاصا سماه ( التعريف بما للفقير من التواليف). وقد علق عليها الدكتور أبو القاسم سعد الله – حفظه الله – في موسوعته تاريخ الجزائر الثقافي ج 2 فقال : " ...و من هذه التأليف ما كمل و منها ما لم يكمل، و منها الشعر و النثر، كما أن منها ما يدخل في باب الحديث و السنة و ما يتناول غير ذلك. و قد أطلعنا على بعض أعماله فكان منها القصير الذي لا يتجاوز الكراسة و منها الوسط و الطويل".
وقد نشر أبو القاسم الحفناوي قائمة لتلك التآليف في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف" ، إلا أنَّ الأستاذ سعيد دحماني، ذكر أثناء التعريف بكتابه " بونة إفريقية، بلد سيدي أبي مروان الشريف " أنَّ تآليفه بلغت زهاء (165) عنواناً، معظمُها "منظومة في قالب (أراجيز)، مواضيعها تتعلق بالحديث [الشريف ] والسنة [ المطهرة] والقرآن [ الكريم] ".
و قبل أن اسرد بعضا من عناوين هذه المؤلفات ، أقول مع الأسف الشديد ان اكثرها ضاعت او اتلفت ، وأنه لم يطبع من هذه الثروة العلمية الهامة - حسب علمي- إلا كتابين إثنين كلاهما في التاريخ هما:

1- "الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة" نشر الدكتور ابن أبي شنب، في التقويم الجزائري لسنة 1331ه‍ /1913م.: ((...وهو عبارة عن منظومة تحتوي على ألف بيت (1000) ،إختصرها من منظومته الكبرى المحتوية على ثلاثة آلاف بيت (3000)، وهي منظومة للتعريف ببونة وعلمائها و صلحائها، وكذلك علماء القرى المجاورة، والعلماء الواردين عليها ، سواء أكانوا عابري سبيل أم مقيمين من مختلف جهات العالم الاسلامي...والعنوان أخذ من قوله:
فجئْتُـهُ "بدُرَّةٍ مَصوُنّـهْ"...ذَكَرْتُ فِيهَا أوْلياءَ بُونَهْ
لَكن بلا طولٍ وَلاَ تاريخ…لضيق نَظمِي بهِم صَريخِي
وقد انتهى أحمد البوني من تأليفه أواخر القرن الحادي عشر، وفي ذلك يقول:
"في عام تسعين وألف نظمتُ ... وآن أنْ أدعو لمّا تمَمْتُ "
وقد اشترط في مترجميه العلم مع الاستقامة والصلاح، يقول:
بشرْطٍ إنْ كانوا لعلْمٍ دَرَسوا...أوْ لِصَلاحٍ نُسِبُوا ما انْدرسُوا".

2- " التعريف ببونة إفريقية، بلد سيدي أبي مروان الشريف "(تقديم الأستاذ سعيد دحماني)، نشر المجلس الشعبي البلدي بعنابة، سنة 2001م : ((وهذا الكتاب بمثابة رد على ما أورده الرحالة محمد العبدري البلنسي عن بونة وقسنطينة في كتابه: "الرحلة المغربية" وهذا ما يؤكده قول البوني في مقدمة كتابه [ بعد البسملة والحمدلة و الصلاة و السلام على النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم]:"… لمّا كتبتُ بإعانة الله تعالى رحلة الإمام العبدري رحمه الله تعالى، عثرتُ على بعض الأماكن ارتكب فيها غير الصّواب، عند ذكره بلدنا وبلد قسنطينة فأردتُ التنبيه عليها ليعلمها كل أوّاب، وقد كتبتُ عليها أزيد من 300 طرة، كلُّ واحدة أحسن من دُرّة عند ذي نفس برة، فمن أضافها لهذه الأوراق، كانت حاشية عليها عذب موردها وراف، وقد أعجلني الوقت عن فعل ذلك، وقد أذنت غيري أن يفعله ساعياً في خير المسالك، راجياً ثواب الإعانة على العلم الشريف ذي الظل الوريف. وقد أخل بالتعريف ببلد هذا العبد الضعيف، بل ذكر لها نقيصة عظيمة، وأموراً مخلة بها هضيمة، لا يقبلها عقل عاقل، ولا يصدق بها ناقل، وسأفَصّلُ ذلك تفصيلاً حسناً، وأؤصّلُ فضلها تأصيلاً بسنا، قولاً بالحق لا مبالغة فيه ولا إيقالَ، وإن كنت في كثير من الاشتغال، وسميت هذه الأوراق (ببعض التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف)".

وهذا ثبت ببعض مؤلفاته الأخرى التي ضاع أكثرها:

1-إتحاف الأقران ببعض مسائل القرآن.
2-إتحاف الألبان بأدوية الأطباء.
3-إتحاف النجباء بمواعظ الخطباء.
4-إظهار القوة بإحكام الباب والكوة.
5-الإعانة على بعض مسائل الحصانة.
6-إعلام الأحبار بغرائب الأخبار.
7-إعلام أرباب القريحة بالأدوية الصحيحة.
8-إعلام القوم بفضائل الصوم.
9-إلهام السعداء لما يبلغ لمراتب الشهداء.
10-الإلهام والانتباه في رفع الإبْهام والاشتباه.
11-أنس النفوس بفوائد القاموس.
12-تحفة الأريب بأشرف غريب.
13-الترياق الفاروق لقراء وظيفة الشيخ زروق.
14-تعجيز التصدير وتصدير التعجيز.
15-تلقيح الأفكار بتنقيح الأذكار.
16-تليين القاسي من نظم الإمام الفاسي.
17-تنوير قلوب أولي الصفا بذكر بعض شمائل الحبيب المصطفى.
18-الثمار المهتصرة في مناقب العشرة.
19-الجوهرة المضيَّة في نظم الرسالة القدسية (أبياتها نحو 775 بيتاً).
20-حث الوُرّاد على حب الأوراد (في ثمانية أجزاء).
21-خلاصة العقائد للقاني والتواتي.
22-رفع العناء عن طالب الغناء.
23-الظل الوريف في البحث عن العلم الشريف.
24-الفتح المتوالي بنظم عقيدة الغزالي.
25-الكواكب النيرات المعلقة على دلائل الخيرات.
26-لبّ اللباب في ذكر رب الأرباب.
27-المنهج المبسوط في نظم عقيدة السيوط.
28-نظم تراجم كتاب الشمائل للترمذي.
29-نظم كتاب البخاري.
30-الياقوتتان: الكبرى والصغرى في التوحيد.
31- نظم الخصائص النبوية.
32- المستدرك على الحافظ السيوطي من خصائص الجمعة.
33- زاد المسير إلى دار المصير.
34- إظهارنفائس ادخاري المهيأة لختم كتاب البخاري.
35- اختصار مقدمة ابن حجر للفتح.
36- فتح الباري في شرح غريب البخاري.
37- التحقيق في أصل التعليق الكائن في البخاري.
38- الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه الكائن في البخاري
39- التحرير لمعنى الأحاديث من الجامع الصغير
40- نفح الروانيد بذكر بعض المهم من الأسانيد.
41-تخميس القصيدة المسماة قرة العين بمدح الصحيحين
42-النفحات العنبرية بنظم السيرة الطبرية.
43-طل السحابة في الصحابة[رضي الله عنهم].
44- الدّخر الأسنى بذكر أسماء الله الحسنى.
45- الثمار المهتصرة في مناقب العشرة.
46- تنوير السريرة بذكر أعظم سيرة.
47- التيسير في إسنادنا في كتب جمع من التفاسير.
48- فتح الاغلاق على وجوه مسائل مختصر خليل بن اسحاق.
49- نظم شعب الايمان.
50- سوابغ النعم وسوابق الكرم.

إن المتمعن في عناوين هذه التآليف يدرك أن البوني كان من الشخصيات المتعددة الثقافة، فهو مع رسوخ قدمه في الفقه المالكي، والتفسير والحديث النبوي الشريف، كان أديبا شاعرا يملك ناصية القوافي ، وقد استغل هذه الملكة الشعرية في تنظيم منظومات شعرية تعليمية الهدف منها تبسيط العلوم لطلبة العلم وتسهيل حفظه كما هي عادة العلماء المدرسين، فعلى سبيل المثال فقد قام بنظم كتاب " غريب القرآن الكريم" لِلْعَزِيزي في نحو أربعة آلاف بيت (4000)، و نظم " نخبة الفكر لابن حجر " سماه " الدرر في نخبة الفكر"، كما نظم "الخصائص الكبرى" للسيوطي في نحو ثمان مائة بيت(800)، ونظم "الأجرومية" في تسعين بيتا(90)، وغيرها من المنظومات.


وفاته:

توفى رحمه الله في مدينة بونة ( عنابة ) و فيها دفن و ذلك سنة (1139ه‍ /1726م).

المصادر و المراجع:

- "التعريف ببونة إفريقية بلد أبي مروان الشريف" لأحمد بن قاسم البوني، دار الهدى [ بعين أمليلة ولاية أم البواقي ]، الجزائر، 2001م.
- " تاريخ الجزائر الثقافي" ، ابو القاسم سعد الله – نشر دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 2000م .
- " تعريف الخلف برجال السلف"لأبي القاسم محمد الحفناوي- المكتبة العتيقة تونس الطبعة الأولى 1402هـ- 1982م.
- "التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية" لمحمد بن ميمون الجزائري - تحقيق محمد بن عبد الكريم -الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة 1 سنة 1972م.
- "فهرس الفهارس و الاثبات " لعبد الحي الكتاني – تحقيق
د. إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي لبنان الطبعة 2 سنة 1982م.
- "كشف الظنون" لحاجي خليفة، دار الفكر، بيروت، 1981م.
- "الأعلام" للزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط5، 1980م.
- "محاضرات الملتقي العاشر للفكر الإسلامي" المنعقد بعنابة من 10 الى 19 يوليو 1976م : منشورات وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية الجزائر، المجلد الأول، ص: 54 و هي محاضرة للمحقق المهدي البوعبدلي رحمه الله بعنوان :" لمحات من تاريخ بونة الثقافي والسياسي".

عبد الكريم الفكون

مولده و نسبه وعائلته :
ولد عبد الكريم الفكون بقسنطينة سنة 988 هـ / 1580 م ، و هي السنة نفسها التي توفي فيها جده عبد الكريم بن قاسم الفكون فسمي باسمه، و ينتمي مترجمنا عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن قاسم ين يحي الفكون [ ويخطأ البعض من مترجميه فيطلقون عليه اسم محمد بن عبد الكريم كما فعل الرحالة المغربي أبي سالم العياشي في " الرحلة العياشية، ج 2، ص. 206 " ] لأحد أعرق وأشهر البيوتات العلمية في مدينة قسنطينة: بيت آل الفكُّون ، و التي توارث أفرادها منذ عهد بعيد المجد و الرئاسة ، و العلم و الصلاح ، يرجع أصلها إلى قبيلة تميم العربية ، إذ نجد أن أفرادها يتبعون القابهم بهذه النسبة ( بني تميم ) ، و لكن العلامة عبد القادر الراشدي ( ت سنة 1194 هـ / 1780 م ) الذي كان يشغل منصب مفتي الحنفية والقضاء بقسنطينة في القرن الثاني عشر هجري / أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ينكر هذه النسبة و يذكر في آخر صفحة من كتابه " عقد اللآلئ المستضيئة لنفي ظلام التلبيس " أن نسب الأسرة ينتهي الى " فكونة" يقول الراشدي : " .... وأولاد نعمون من توابع الحفاصة من هنتاتة و أولاد المسيح من بني مرداس بن عوف السلمي و أولاد الخيتمي من ختيمة قرية باوراس و أولاد الفقون من فكونة قرية بأوراس ايضا ، و لم يتحر نسبهم كمن قبلهم"
و قد اصبحت هذه العائلة في العهود الاخيرة تعرف بعائلة سيدي الشيخ، و لا يزال إلى يومنا هذا أبناء الشيخ الفقون ( تغير لقبهم كما تلاحظ الى الفقون بثلاث نقاط فوق القاف ، كما ينطق إخواننا المصريين الجيم ) في مدينة قسنطينة يتمتعون بنفوذ و جاه كبيرين.
و مهما قيل في أصل هذه العائلة و نسبها فمن المؤكد انها من الاسر العريقة بقسنطينة ، اذ تعود في أصولها الى القرن السادس الهجري فمن أجداده المتقدمين الفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://imanmuslim.yoo7.com
 
العلماء في الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلماء في الجزائر
» العلماء في الجزائر*** تــــــــابع***
» أرقام العلماء والمشايخ والدعاة والمفتين ومفسري الأحلام والرقية الشرعية حفظهم الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الاسلامي العام :: أَجْمَلَ صُوَرْ الْمَسَاجِدِ فِيْ الْعَالَمِ-
انتقل الى: